وقفة موت

كانت أعدادهم بالمئات.
وقف يراقبهم يتزاحمون و يتراكضون نحوه .
سحب سهما ونظر نحوهم وأنتظرهم يقتربون أكثر.
لم يكن هناك أمل.
فسهما واحدا كم عساه يسقط منهم.
لم يكن يفكر بذلك، وأنما بمن يبدأ.
بينما هي الافكار تتصارع سقطت قربه بعض السهام.
أطلقها أصاحابها باكرا فلم تصبه.
شد السهم ببط على القوس.
وأغمض احدى عينيه وظل يراقب رأس السهم المدبب.
المئات من الخيالات كانت تتحرك امام رأس السهم.
لم يكن هناك داع الى التصويب.
أطلق فتصيب فقط.
طال الانتظار بشد القوس فأرتعشت يده، في حين تناهت الى مسامعه صيحاتهم.
أطلق السهم.
وأحس به يحتك بأصبعه في قوة محدثا ألما حراريا.
قبل ان يشعر بريشته تعبر منذرة بأن هذه هي نهاية الاطلاق.
سمع صفيرا قصيرا تلاشى مع الصياح.
وأغمض عينيه.
يريد أن يسمع صوتا صغيرا مخبرا بأن السهم أصاب هدفه.
ولم يكن ليسمع ذلك.
وأنما الصياح الشديد المنذر بالغضب أخبره بأنه قد أصاب الهذف.
وفتح عينيه لسهم جديد.
لم يكن ليطلق سهما جديدا
لانه هذف السهام هذه المرة.
ودوى صفيرا عاليا، ومن كل مكان.
نظر الى السماء فرأى المئات من السهام تعبر فوقه ومن حوله.
لتطرح تلك الصفوف أمامه وتحولها الى بساط من الجثث.
وأهتزت الارض فأذا بها جموع من المقاتلين تندفع من حوله.
شعر بالفرح من رؤية ذلك.
ولكنه شعر بألم ما.
نظر الى صدره فرأه يحمل عشرون سهما.